فصل: تفسير الآية رقم (60):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وعلى الأوّل يكون المعنى: إنّ جميع مفاتيح الغيب بيد الله.
وعلى الثّاني يكون المعنى: إنّ جميع خزائن الغيب بيد الله.
ويحتمل أن يكون المعنيان قد اجتمعا في عبارة واحدة، وكما هو ثابت في علم الأُصول، فإِن استعمال لفظة واحدة لعدة معان لا مانع منه، وعلى كل حال فهاتان الكلمتان متلازمتان، لأنّه حيثما كانت الخزانة كان المفتاح.
وأغلب الظن أنّ {مفاتح} بمعنى مفاتيح لا بمعنى خزائن لأنّ الهدف هو بيان علم الله، فتكون المفاتيح وسائل لمعرفة مختلف الذخائر وهو أنسب بالآية، وفي موضعين آخرين في القرآن ترد كلمة {مفاتح} بمعنى المفاتيح.
ثمّ لتوكيد ذلك أكثر يقول: {ويعلم ما في البرّ والبحر}.
{البرّ} كل مكان واسع فسيح، وتطلق على اليابسة، {والبحر} كذلك تعني المحل الواسع الذي يتجمع فيه الماء، وتطلق على البحار والمحيطات وعلى الأنهر العظيمة أحيانًا.
فالقول بأنّ الله يعلم ما في البر والبحر، كناية عن إِحاطته بكل شيء، وهذه الإِحاطة بما في البرّ والبحر إِنّما تمثل في الحقيقة جانبًا من علمه الأوسع.
فهو عالم بحركة آلاف الملايين من الكائنات الحية، الكبيرة والصغيرة، في أعماق البحار.
وهو عالم بارتعاش أوراق الأشجار في كل غابة وجبل.
وهو عالم بمسيرة كل برعمة وتفتح أوراقها.
وهو عالم بجريان النسيم في البوادي ومنعطفات الوديان.
وهو عالم بعدد خلايا جسم الإِنسان وكريات دمه.
وهو عالم بكل الحركات الغامضة في الإِلكترونات في قلب الذّرة.
وهو عالم بكل الأفكار التي تمرّ بتلافيف أدمغتنا حتى أعماق أرواحنا... نعم أنّه عالم بكل ذلك على حدّ سواء.
لذلك فإِنّه يؤكّد ذلك مرّة أُخرى فيقول: {وما تسقط من ورقة إِلاّ يعلمها} أي أنّه يعلم عدد الأوراق ولحظة إِنفصال كل ورقة عن غصنها وطيرانها في الهواء، حتى لحظة استقرارها على الأرض، كل هذا جلي أمام علم الله.
كذلك لا تختفي حبّة بين طيات التراب إِلاّ ويعلمها الله ويعلم كل تفاصيلها: {ولا حبّة في ظلمات الأرض}.
التركيز هنا- في الحقيقة- على نقطتين حساستين لا يمكن أن يتوصل إِليهما الإِنسان حتى لو أمضى ملايين السنين من عمره يرتقي سلم الكمال في صنع أجهزته وأدواته المدهشة.
ترى من ذا الذي يستطيع أن يعرف كم تحمل الرياح معها في هبوبها على مختلف أصقاع الأرض في الليل والنهار، من أنواع البذور المنفصلة عن نباتاتها؟ وإِلى أين تحملها وتنشرها، أو تدسها في التراب حيث تبقى سنوات مختفية، حتى يتهيأ لها الماء فتنبت وتنمو؟
من ذا الذي يعلم كم من هذه البذور في كل أنحاء الدنيا تحمل عن طريق الإِنسان أو الحشرات في كل ساعة من نقطة إِلى نقطة أُخرى؟
أي دماغ الكتروني هذا الذي يستطيع أن يحصي عدد أوراق الشجر التي تسقط كل يوم من أشجار الغابات؟ انظر إِلى غابة من الغابات في الخريف، وخاصّة بعد مطر شديد أو ريح عاصفة، وتطلع إِلى مشهد سقوط الأوراق المتواصل البديع، عندئذ تتكشف لك هذه الحقيقة، وهي أنّ علومًا من هذا القبيل لن تكون يومًا في متناول يد الإِنسان.
إِنّ سقوط الورقة- في الحقيقة- هو لحظة موتها، بينما سقوط البذرة في مكمنها من الأرض هو لحظة بدء حياتها، وما من أحد غير الله يعلم بنظام هذا الموت وهذه الحياة، وحتى أنّ كل خطوة تخطوها البذرة نحو حياتها وإِنبعاثها وتكاملها خلال اللحظات والساعات، جلية في علم الله.
إنّ لهذا الموضوع أثرًا فلسفيًا وآخر تربويًا:
أمّا أثره الفلسفي، فينفي رأي الذين يحصرَون علم الله بالكليات، ويعتقدون أنّه لا يعلم عن الجزئيات شيئًا، وفي الآية هنا تأكيد على أنّ الله يعلم الكليات والجزئيات كلها.
أمّا أثره التربوي فواضح، لأنّ الإِيمان بهذا العلم الواسع لله يقول للإِنسان: إِنّ جميع أسرار وجودك، وأعمالك، وأقوالك ونياتك، وأفكارك كلّها بيّنة أمام الله، فإِذا آمن الإِنسان حقًّا بهذا، فكيف يمكن له أن لا يكون رقيبًا على نفسه ويسيطر على أعماله وأقواله ونياته!
وفي ختام الآية يقول تعالى: {ولا رطب ولا يابس إِلاّ في كتاب مبين}.
تبيّن هذه العبارة القصيرة سعة علم الله اللامحدود وإحاطته بكل الكائنات بدون أي إِستثناء، إِذ أن الرطب واليابس لا يقصد بهما المعنى اللغوي، بل هما كناية عن الشمول والعمومية.
وللمفسّرين آراء متعددة في معنى: {كتاب مبين}، ولكنّ الأقوى أنّه كناية عن علم الله الواسع، أي انّ كل الموجودات مسجلة في علم الله اللامحدود، كما أنّه تفسر بكونه اللوح المحفوظ نفسه، إِذ لا يستبعد أن يكون اللوح المحفوظ هو صفحة علم الله.
وثمّة احتمال آخر عن معنى {كتاب مبين} وهو أنّه عالم الخلق وسلسلة العلل والمعلولات التي كتب فيها كل شيء. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
في {مَفَاتح} ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه جمع مِفْتح بكسر الميم والقَصْر، وهو الآلة التي يُفْتَحُ بها نحو: مِنْجَل ومَنَاجل.
والثاني: أنه جمع مَفتح بفتح الميم وهو المكان.
ويؤيده تَفْسِيرُ ابن عبَّاسٍ: هي خزائن المطر.
قال الفراء: قوله تعالى: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بالعصبة} [القصص: 76] يعني: خزائنه.
فعلى الأول فقد جعل للغيب مفاتيح على الاسْتِعَارةِ؛ لأن المفاتيحَ يُتَوَصَّلُ بها إلى ما في الخزائن المُسْتوثقِ منها بالأغلاقِ والأقفَال.
وعلى الثاني: فالمعنى: وعنده خزائن الغَيْبِ، والمراد منه القُدْرَةُ على كل الممكنات.
والثالث: أنه جمع مِفْتاح بكسر الميم والألف، وهو الآلة أيضًا إلاَّ أن هذا فيه ضعفٌ من حيث إنه كان ينبغي أن تُقْلَبَ ألف المفرد ياءً، فيقال: مفاتيح كدنانير ولكنه قد نقل في جمع مِصْبَاح مَصَابِح، وفي جمع مِحْرَاب مَحَارِب، وفي جمع قرقور قراقر، وهذا كما أتوا بالياء في جمع ما لا مدة في مفرده كقولهم: دَرَاهيم وصَيَارِيف في جمع دِرْهَم وصَيْرَف قال: [البسيط]
تَنْفِي يداها الحَصَى فِي كُلِّ هَاجِرَةٍ ** نَفْيَ الدَّراهيمِ تَنْقَادُ الصَّيَاريفِ

وقالوا: عيَّل وعَيَاييل؛ قال: [الزجر]
فِيهَا عَيَايِيلُ أسُودٌ ونُمُرْ

قالوا: عيَّاييل ونُمور فزاد في ذلك ونقص.
وقد قرئ {مفاتيح} بالياء، وهي تؤيد أن {مَفَاتح}، وإنما حذفت مدّته.
وجوَّز الوَاحِدِيُّ أن يكون {مَفَاتح} جمع مَفْتح بفتح الميم، على أنه مصدر قال بعد كلام حكاه عن أبي إسْحاقَ: فعلى هذا مفاتح جمع المَفْتح بمعنى الفَتْح كأن المعنى: وعنده فُتُوحُ الغيب، أي: هو يفتح الغَيْبَ على مَنْ يَشَاءُ من عباده.
وقال أبو البقاء: {مفاتح} جمع مفتح، والمفتح الخزانَةُ.
فأما ما يفتح به فهو المِفْتَاحُ، وجمعه مفاتيح، وقد قيل: مفتح أيضًا انتهى يريد جمع مَفْتَح أي: بفتح الميم.
وقد قيل: مفتح، يعني أنها لغة قليلة في الآلة، والكثير فيها المد، وكان ينبغي أن يوضح عبارته فإنها موهمة، ولذلك شرحناها.
قوله: {لا يَعْلمُهَا إلاَّ هُوَ} في مَحَلِّ نَصْبٍ على الحال من مفاتح والعامل فيها الاسْتِقْرَارُ الذي تَضَمَّنَهُ حرف الجر لوقوعه خبرًا.
وقال أبو البقاء: نفس الظَّرْفِ إن رفعت به {مفاتح}، أي: إن رفعته به فاعلًا، وذلك على رأي الأخْفشِ، وتَضَمُّنُهُ الاسْتِقْرارَ لابد منه على كل قول، فلا فَرْقَ بين أن يرفع به الفاعل، أو يجعله خبرًا.
قوله: {مِنْ وَرَقَةٍ} فاعل {تسقط}، و{من} زائدة لاسْتِغْرَاقِ الجنس.
وقوله: {إلاَّ يَعْلَمُهَا} حالٌ من {ورقة}، وجاءت الحال من النكرة لاعتمادها على النَّفْي، والتقدير: وما تسقط من ورقة إلا عالم هن بها، كقولك: ما أكرمت أحدًا إلا صالحًا.
قال شهاب الدِّين: ويجوز عندي أن تكون الجُمْلَةُ نعتًا لـ {ورقة} وإذا كانوا أجَازُوا في قوله: {إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ} [الحجر: 4] أن تكون نَعْتًا لـ {قرية} في قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ} [الحجر: 4] مع كونها بالواو ويعتذرون عن زيادة الواو فَبِأنْ يجيزوا ذلك هنا أوْلَى.
وحينئذ فيجوز أن تكون في موضع جرِّ على اللفظ، أو رفع على المَحَلّ، والمعنى: يريد ساقط أو نَائِيَة أي: يعلم عدد ما يسقط من ورقِ الشجر، وما يبقى عليه.
وقيل: يعلم كم انقلبت ظَهرًا لبطنٍ إلى أن سقطتْ على الأرض.
قوله: {ولا حَبَّةٍ} عطف على لفط {وَرقة}، ولو قرئ بالرفع لَكانَ على الموضع والمراد: الحب المعروف في بطُونِ الأرض.
وقيل: تحت الصَّخْرَةِ في أسفل الأرضين و{في ظلمات} صِفَةٌ لـ {حَبّة}.
قوله: {وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِس} مَعْطُوفانِ أيضًا على لَفْظ {ورقة}، وقرأهما ابن السَّمَيْفَعِ، والحسن، وابن أبي إسْحَاق بالرفع على المَحَلِّ، وهذا هو الظاهر ويجوز أن يكونا مبتدأين، والخبر قوله: {إلاَّ في كتابٍ مُبينٍ}.
ونقل الزمخشري أن الرَّفْعَ في الثلاثة أعني قوله: {ولا حبَّةٍ ولا رطبٍ ولا يابسٍ} وذكر وَجْهَيِ الرفع المتقدمين، ونظر الوجه الثاني بقولك: لا رجل منهم ولا امرأة إلا في الدار.
قال ابن عبَّاس: المراد بالرطب الماء، واليابس البادية.
وقال عطاء: يريد ما نَبَتَ وما لا يَنْبُتُ.
وقيل: ولا حَيّ ولا مَوَات.
وقيل: هو عبارة عن كل شيء.
قوله: {إلاَّ فِي كتابِ مُبين} في هذه الاسْتِثْنَاءِ غُمُوضٌ، فقال الزمخشري: وقوله: {إلاَّ في كتابٍ مُبينٍ} كالتكرار لقوله: {إلاَّ يَعْلَمُهَا} لأن معنى {إلاَّ يَعْلَمُهَا} ومعنى {إلاَّ في كتابٍ مُبينٍ} واحد.
والكتاب علم الله، أو اللَّوْحُ، وأبرزه أبو حيَّان في عبارة قريبة من هذه فقال: وهذا الاسْتِثْنَاءُ جارٍ مُجْرى التوكيد، لأن قوله: {ولا حبَّةٍ} {ولا رطب} {ولا يابس} معطوف على {مِنْ ورقَةٍ}، والاسْتِثْنَاءُ الأول مُنْسَحِبٌ عليها، كما تقول: ما جاءني من رجل إلا أكرمته، ولا امرأة، فالمعنى إلاَّ أكرمتها، ولكنه لما طال الكلام أعيد الاستثناء على سبيلِ التوكيد، وحسَّنه كونه فاصلة انتهى.
وجعل صاحب النظم الكلام تامَّا عند قوله: {وَلاَيَابِس}، ثم اسْتَأنَفَ خبرًا آخر بقوله: {إلاَّ في كتابٍ مُبين} بمعنى: وهو في كتاب مُبين أيضًا، قال: لأنك لو جعلت قوله: إلاَّ فِي كتابٍ مُبينٍ مُتصلًا بالكلام الأوَّلِ لفسد المعنى، وبيان فساده في فَصْلٍ طويل مذكور في سورة يونس في قوله: {وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذلك ولا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس: 61].
قال شهابُ الدِّين: إنما كان فاسد المعنى من حيث اعتقد أنه اسْتِثْنَاءٌ آخر مستقل، وسيأتي كيف فَسَادُهُ.
أمَّا لو جعله اسْتِثْنَاءً مؤكّدًا للأول، كما قاله الزمخشري لم يَفْسُدِ المعنى.
وكيف يُتَصَوَّرُ تمام الكلام على قوله تعالى: {ولا يَابِسٍ} ويبتدأ بـ {إلاَّ}، وكيف تقع إلاَّ هكذا؟
وقد نَحَا أبو البقاء لشيء مما قاله الجُرْجَانِيُّ، فقال: {إلاَّ فِي كتابٍ مبين} أي: إلاَّ هو في كتابٍ مُبين، ولا يجوز أن يكون اسْتِثْنَاء يعمل فيه {يعلمها}؛ لأن المعنى يصير: ومَا تَسْقُطُ لم يكُنْ إلاَّ في كتاب، وجب أن يعلمها في الكتاب، فإذن يكون الاسْتِثْنَاءُ الثاني بدلًا من الأوَّلِ، أي: وما تَسْقُطُ من ورقةٍ إلاَّ هي في كتاب، وما يعلمها إلاَّ هُوَ. انتهى.
وجَوَابُهُ ما تقدَّم من جَعْلِ الاستثناء تأكيدًا، وسيأتي تقريره إن شاء الله تعالى في سورة يونس. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (60):

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما كان من مفاتح الغيب الموت والبعث الذي ينكرونه، وكان من أدلته العظمة النوم والإيقاظ منه مع ما فيه من الإحسان المتكرر، وكان فيه مع ذلك تقرير لكمال القدرة بعد تقريره لكمال العلم، أتبع ذلك قوله: {وهو} أي وحده {الذي يتوفاكم} أي يقبض أرواحكم كاملة بحيث لا يبقى عندكم شعور أصلًا، فيمنعكم التصرف بالنوم كما يمنعكم بالموت، وذكر الأصل في ذلك فقال: {بالّيل ويعلم} أي والحال أنه يعلم {ما جرحتم} أي كسبتم {بالنهار} أي الذي تعقبه النوم، من الذنوب الموجبة للإهلاك، ويعاملكم فيها بالحلم بعد العلم ولا يعجل عليكم، وهو معنى {ثم يبعثكم} أي يوقظكم بعد ذلك النوم المستغرق، فيصرفكم فيما يشاء {فيه} أي في النهار الذي تعقب ذلك النوم بعد استحقاقكم للانتقام {ليقضى} أي يتم {أجل مسمى} كتبه للموتة الكبرى.
ولما تمهد بهذا النشر بعد ذاك الطي في الموتة الصغرى القدرة على مثل ذلك في الموتة الكبرى، وكان فيه تقريب عظيم له قال: {ثم} يبعثكم من تلك الموتة كما بعثكم من هذه، ويكون {إليه} أي وحده {مرجعكم} أي حسًا بالحشر إلى دار الجزاء، ومعنى بانقطاع الأسباب على ما عهد في الدنيا {ثم} بعد تلك المواقف الطوال والزلازل والأهوال، ويمكن أن تشير أداة التراخي إلى عظمة العلم بذلك، وإليه يرشد أكثر ما قبله من السياق {ينبئكم} أي يخبركم إخبارًا عظيمًا جليلًا مستقصى {بما كنتم تعملون} أي فيجازيكم عليه، ولعلمه عبر بالعمل لأن الحساب يكون على المكلفين الذين لهم أهلية العلم، فتقرر- مع كمال قدرته سبحانه على اختراع هذه الأشياء والعلم بها- استقلالُه بحفظها في كل حال وتدبيرها على أحسن وجه. اهـ.